فيلا الدعوق

يونيو 16, 2018
على عجل دُمرت فيلاّ الداعوق في شارع بلس، وارتفعت مكانها بناية ضخمة تشبه التي بجانيها، اذ تلتهم الأفق ويحاول صاحبها الاستفادة من رؤية أشجار الجامعة الأميركية. صاحب المبنى لم يكترث لتراث البيت ولا لمعناه، قال "لقد دفعوا لنا سعرا جيداً فبعنا"، وذلك الذي اشترى لم ير بيتاً قديماً بل عقاراً، وبين ليلة وضحاها دمر المبنى.
ذلك القرميد الذي تميزت به فيلا الدعوق صرنا نتندر على وجوده في بيروت، كما نتندر على جود منزل خارج المباني الضخمة، نحن الذين لا نحب سكن المباني كأننا نشتاق الى ريف قديم. حين كنت أمشي في الشارع، غالباً مع أنظر الى سور الجامعة وقلّ ما أنظر الى المباني، وحدها الفيلا أراها وأحسب أنه ينبغي ان تكون محاطة ببستان كبير وتحت اشجارها يمضي الأطفال وقتهم. 
على عجل دُمرت فيلا الداعوق، وكتبت الصحف في رثائها، واستعادت جزءاً من ذاكرتها. تلك الفيلا التي لم تطلها قذائف الحرب، طالتها جرافات السلام، كأن موتها جزءاً من موت بيروت، وجزءاً من اصابة العابر بالعمى، كأن العابر لم يعد يرى شيئاً.

شارك الموضوع :

إقرأ أيضًا